الأحد، ١٨ أكتوبر ٢٠٠٩

أطواق النجاة......



في احيانا كثير تقرأ بيت من الشعر أو قول ماثور اوتستمع الى اغنية فتجدها تمس شغاف قلبك ..... كأنها كتبت لك خصيصا لتشرح حالتك ... او تكون رسالة لك لتنتبه الى نفسك وموضع قدمك...
 وهذا ما حصل لي مرة في حياتي الجامعية  ففي زحمة الدراسة وكثرت الاعمال والواجبات والمشاريع المطلوبة لكل مادة فلا نجد الوقت للراحة او حتى للفسحة والتنزه وفي مرات كثيرة تستغل نهاية الاسبوع فى الاختبارات الموحدة واستكمال ما فاتنا من ضغط الدراسة 
فكانت حياتنا تقتصر على الجامعة والمكتبة والمختبرات والكومبيوتر والمكتبات الخارجية لاستكمال مشاريعنا فلا حياة اجتماعية وكثيرا ما اعتذر عن حضور الكثير من المناسبات الاجتماعية كحفلات الاستقبال او الزفاف وذلك لادراكي بانها تحتاج الى الكثير من الوقت للاستعداد لها ومن الافضل ان استغل الوقت  فى اموري الدراسية ودائما ما اقول لحال نفسي "لاحقه على المواجيب الوالدة مع خواتي فيهم البركة ويسدوون" مع ان طبعي الاجتماعي وحب الناس يجعلنى متلهفه للذهاب الى المناسبات تلك ولكن لضيق الوقت اعتذر فدائما   ارتب اولوياتي لذا تجدني اركز على هدف محدد فى وقت محدد وذلك لانجازه وبعدها انتقل الى المرحلة التي تليها بعد ان اقيم ما تم انجازه، فاجد نفسي راضية على ما اتممت من اعمال ، وفي احيانا اخري اجد نفسي حانقة مختنقة لست راضية على ما اديت من عمل فاثور واغضب واعد العدة لمحـــــاسبة النفس لــــماذا التقصير؟؟؟ولم  لم ابذل الاسبــــاب ومع مضــي الايـــــام وتكــــــرار هذه العملية بدأت تتعب النفس وترهق وفي بعض الاحيان احسست بالعجز والفشل ،وفى احد ى المرات وانا اقلب تقويم العجيري لتحديد مواعيد تسليم المشاريع والتقارير لفت انتباهي بيت من الشعر كتب فى احدى صفحات التقويم يقول فيه الشاعر
                                    روح عن النفس بالسلو عليها فلا تكن جالب الهموم إليها


  فاذا أصابها الزمان بخطب فلا تكن انت والزمان عليها
 فأخذت اتفكر بهذا المبدأ الذي من الاجدى ان نتبعه فى حياتنا ، فالرحمة  بالنفس اولى من تعذيبها ..   فكفى بالانسان نوائب الدهر فلا اكون عدوا لنفسي لا بل يجب ان اصادقها وأسري عنها كالأب الحنون  والرؤوف بابناءه ولا اكون جلابا للهموم.

ومنذ تلك اللحظة قررت ان اروض نفسي واصلح عيوبها وابرز اجمل ما فيها  ففعلا  عندما تصيبك النكبات وعندما تتكالب عليك المصائب  فتهد قواك هدا فتكون خائر القوى ، ويدب اليأس فى نفسك فتنهار..  لدرجة تحطيم ذاتك فتتخبط في اتخاذ قراراتك مما يشعرك بانك انتهيت وعاجز عن مساعدة نفسك، ولكن  من رحمة الله بعبادة بانه دائما يكون معهم  فتجد بارقة امل تحيي حب الانسان للحياة بداخلك وتحفز  المحارب المقاتل  بداخلك لمواجهة التحديات والمصاعب و  فتسعى 
الي انتشال نفسك من الغرق بالهموم والبحث عن مخرج لا بل عدة مخارج فكل هذا يتحقق اذا تمسكنا بطوق النجاة لنصل الي بر  الامان ، فأول اطواق النجاة هو طوق الرضا بالقضاء والقدر  فعندما ترضى بما قسمه الله لك فتكون اسلمت وجهك ورضيت بما قضاه الله لك فهو يعلم وانت لا تعلم ، هو المدبر وعلام للغيب ونحن علمنا محدود وقاصر .
اما طوق النجاة  الثاني فهو الصبر ... وهل الصبر قليل لا بل هو مرير ... وفيه شعور بالالم  و من اصعب الامور التى تتطلبها الحياة لانها تختبر قوة تحملك وقدرتك  على مواجه اهواء النفس . اما طوق  النجاة الثالث فهو  الكفاح والسعي والمثابرة فبهذا الطوق تثبت لرب العباد بانك نجحت باختبارك ولن تتخاذل وانك ستسعى وتبذل الاسباب حسب ما أومرنا.فهل تعلمون ما هي النتيجة لهذه الاطواق....... هو حصولك لمرادك . فما احلى الشعور بالنصر وتحقيقك لذاتك ...
امنياتي للجميع بتحقيق ذاتهم ونجاتهم من نوائب الدهر.
          
وهذا اختياري لأغنية اليوم وان شاء الله تحوز على رضاكم 
استمتعوا بالحياة فاليوم الي يروح ما يعود ....ويصبح ماضي